شعر /د. سرجون كرم
أجلس مثل كلّ رجل يشرب القهوةَ على رصيف نصف دائريّ
اقتلع نصفه الآخر ورماه لمغول يقتاتون منه قبل أن يبدأ البحر تأتأة النهاية.
أنتظر اليوم الأوّل بعد الطوفان...
لأمزّق روزنامة صفراءَ علّقها كهلان على حائط
يعدهما بعودة من غادروهما،
وأقول لهما إنّ الزمان انتهى.
رافعًا راحتيّ مثل ساحرٍ صليبيّ فوق بلّورة السماء
مشدوهًا بمنظر يوم تُكنّس فيه الأديان
إلى مزبلة غرّها ربُّها بها أنّها يوم القيامة.
لا أصدّق النعمةَ أنّ عدوّي كان عدوّ نفسه...
غدًا يبدأ زمن جديدٌ
لا زواحفَ من الصحراء ولا من ينكح جيفة
أو يتزوّج قبيلةً...
ولا من يشفي ضريرًا أو يشقّ جدولاً.
عبثٌ كان لو أنّ هذا التاريخ تابع زحفه،
عبثٌ كان لو لم يرمِ قفّازيه لجندبٍ ويقفز إلى إطار لا بدايةَ فيه ولا نهاية.
طوبى لي نبيًّا وإلهًا
طوبى لي أمًّا وأبًا
طوبى لي رجلاً وطفلاً
وشيئًا يسيرًا من الموت والأمل والحزن والسلام.