بقلم / غادة العليمى
ما جعل من مصر .. كعبة للشرق وهوليود الفن ومنارة الحضارة فى كل المجالات هو التوهج الدائم فى الحالة الفنية والادبية بهاعلى مدى عقود وعصور بدون منازع وما لدينا من رصيد تراثى ثرى وفريد شاهد على الصدارة المصرية فى كافه مجالات الفنون والاداب
وحين نتحدث عن الفنون لا نستطيع اغفال قيمه وقامه المسرح المصرى ودوره الرائد فى المنطقة العربية والشرق الاوسط كله
وقد شهد المسرح المصرى فى الاونه الاخيرة صحوة فنيه غير عادية توضع فوق رصيده التراثى لذلك كان لابد من التوقف عنده و إالقاء الضوء عليه ورفع القبعه لكل القائمين على هذا الهرم الفنى العظيم
ولان الدنيا ماهى الا مسرح كبير كما قال عميد المسرح العربى الفنان يوسف وهبى
ولان المسرح ابو الفنون ومرآه العصر ومؤشر للحالة الحضارية لاى مجتمع
كان لزاما" علينا ان نلتقى بعامود من اعمدة المسرح المصرى والذى ساهم بإشعال هذا التوهج الفنى الاستاذ والفنان / اسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح المصرى
الذى تولى رئاسه البيت الفنى فى 2016 والذى شهد البيت الفنى للمسرح المصرى خلال فترة توليه نجاحات عديدة سواء على مستوى العروض المقدمة او عددها (كم وكيف) وايضا بعض الانجازات الاخرى منها على سبيل المثال لا الحصر
انشاء فرقتين مستحدثتين وهما
* فرقه المواجهه والتجوال التى تجوب انحاء البلاد لتحقيق العدالة فى احقيه الاقاليم فى مشاهدة مسرحيه راقيه
* وفرقه الشمس المختصه بتدريب وتاهيل ودمج الفنانين من ذوى القدرات الخاصه
وعلى مستوى الانشاءات تم الاعداد على مراحل لانشاء مسرح مصر الذى اقترب الانتهاء من انشاؤه بالاضافه لتجديد مسارح البيت الفنى للمسرح المصرى
وحول هذه النقاط و ونقاط اخرى كان لنا هذا اللقاء مع الاستاذ الفنان / اسماعيل مختار نسأله ويجيب
طالبناه فى بدايه الحوار ان يعرف نفسه للقراء بسؤالنا المباشر
- من هو اسماعيل مختار فى سطور ؟
فإبتسم وسرد لنا مشوار السنوات فى كلمات وقال
هو اسماعيل مختار خريج المعهد العالى للفنون المسرحيه بدء حياته المهنيه كمخرج منفذ ثم مساعد مخرج ثم مخرج قدم عديد من العروض المسرحيه الناجحة والمميزة بمصر ثم سافر للخارج ليكمل المسيرة ويصنع مزيد من الحراك الفنى بالمملكه العربية السعوديه حيث عمل كمخرج مسرحى ومشرف على النشاط الثقافى بأهم المؤسسات الثقافيه هناك قدم من خلالها العديد من العروض الرائدة الناجحة بالشقيقة المملكه السعوديه جعلته محط ثقة للعيلة المالكه حيث اسند اليه إخراج حفلات التخرج الخاصه بالامراء مثل الامير محمد بن سلمان والامير خالد بمباركه وحضور المغفور له الملك فهد والملك عبدالله وكذلك قام باخراج حفل المؤتمر الخليجى لدول مجلس التعاون الخليجى واعمال اخرى كثيرة مشرفه وناجحه فى مسيرنه المهنيه بالخارج
- وعن الحلم الذى يتمنى تحقيقه مهنيا وانسانيا" سألناه
واجابنا بأن حلمه الشخصى الحقيقى فى ترك سيرة مرضيه واثر طيب على الارض من بعده
اما حلمه المهنى فهو فى ان يحقق للعاملين فى المجال المسرحى مستوى معيشى موازى للقيمه المقدمه من الابداع للمبدعين المصريين فى مجال المسرح سواء فى التمثيل او الاخراج او الكتابة المسرحيه او حتى الديكور
- وعن الاسفار التى سافرها خارج مصر وماذا رأى وماذا سمع وماذا وجد خارج مصر وتنمى ان يكن موجود بها
اجاب بمحبه شديده وبوطنيه اشد انه على مستوى العالم العربى فإن مصر كانت ومازالت صاحبه الرياده بلامنافس فى المجال المسرحى وعلى المستوى الدولى تمنى مزيد من دور العرض ، تمنى وسائل كافيه لنقل الاعمال ، تمنى اعادة هيكله لوائح الاجور للعاملين بمسارح الدولة لتواكب الغلاء العالمى الذى يجتاح العالم ، وتمنى ايضا اعادة هيكله الشكل الادارى للمؤسسات الفنيه الحاليه لتأخد نصيبها من التطوير الذى تستحقه حقا"
وصرح ان ما يعد اليوم مشروع القرن هو تقديم اكثر من 500 عرض مسرحى لفرق المواجهه والتجوال التى جابت انحاء مصر وصعيدها واقاليمها لتوزع على الاقاليم والنجوع البعيدة نصيبها من المسرح التنويرى ؛ وكذلك فرقه الشمس التى تتكون بالكامل من مجموعه فنانين من اصحاب القدارات الخاصه وهو سبق مصرى فى المنطقه بأكملها
مع وجود طفرة حقيقه لا تقتصر فقط على البيت الفنى وحده ولكن فى كل مفاصل الفن المسرحى مثل العروض الفنيه العظيمه المقدمه بالمركز الفنى للابداع تحت قيادة الاستاذ خالد جلال /
وكذلك مسرح الجامعه الذى يقدم مواهب شابه واعده سيكون لها دور كبير فى مستقبل العمل المسرحى بمصر كذلك بعض العروض الخاصه كعروض الكنائس المصريه التى تساهم فى نشر الفكر والتنوير
- وواجهناه بفضولنا لمعرفه العمل الفنى المفضل بالمسرح لرجل من رجال المسرح وما الذى علق بذهنه من كل الاعمال المسرحيه التى يفتتحها كل بضعه ايام
اجاب انه يستمتع بكل العروض المسرحيه البديعه لابناؤه من كل نجوم المسرح لكنه لا ينسى من اعمال المسرح العالمى عرض كان من انتاج المانى يسمى جلسة سريه شاهده بإيطاليا واعجب به ولا ينساه
وكذلك هناك عرض اخر كان جديد وغريب ومبهر عرض صامت اسمه دنجوان .... لفرقه من بلغاريا كانت تعرضه على مسرح سيد درويش والجديد انه كان رغم انه عرض صامت بدون نص تقريبا لكنه كان بديع وموجز ومعبر
ثم تطرقنا بالحديث عن الازمات المتتاليه التى مر بها المسرح مثل ازمه كورونا وكيف اثرت بالسلب فى المسرح كما اثرت فى كل جوانب الحياة الاخرى
- اجاب اننا كمؤسسة حكومية تابعه للدولة نستلهم من قيادتنا السياسة كيف نتغلب على كل المعوقات والازمات ونجعلها لا توقف مسيرتنا لذلك فإن ازمه كورونا لم تؤثر كثيرا" على انشطه البيت الفنى كما يظن البعض بل بالعكس فقد قد البيت الفنى اثناء الكورونا عروض اونلاين بما يقرب من 20 عرض اونلاين كذلك قدم البيت الفنى ورشة عمل بعنوان ابدأ حلمك قدم فيها اكثر من 40 حلقه لتعليم الشباب وانتقلت الفكرة من البيت الفنى الى الثقافه الجمهاهيريه
واول مسرح واصل نشاطه الفنى فى المنطقة باكملها كان بعرض مسرحية البخيل بساحة الهناجرالتابعه للبيت الفنى انتاج مسرح الشباب ولقى نجاح كبير واقبال وانحصرت توابع الازمه فقط فى تخبط الميزانيات وعدد العروض وقد كانت هذه المرحلة رغم كل الاجراءات الاحترازيه مرحله صعبه بكل مافيها
- ثم طالبناه بتقييم موضوعى لتجربة مسرح المواجهه والترحال خاصه انه قدم عروض كثيرة وفى مناطق وانحاء كبيرة من اقاليم مصر وحقق نجاحات تحسب للبيت الفنى
فأجاب برضا وارتياح وقال سافرنا حتى حلايب وشلاتين والواحات وعرضنا بالفيوم وبنى سويف و اسيوط وسوهاج عروض منوعه منها كوميديه وعروض اخرى لتعليه القيمة الوطنيه مثل عرض اعرف جيشك
وللاشادة فإن الجهود جميعها كانت موزعه بين كثير من الوزارات
كوزارة التضامن وزراة الشباب والرياضه لاننا نعمل فى اطار تكاملى ونعلى روح الفريق
ثم
- سألناه عن سبب عزوف كثير من النجوم الشبان للعمل على خشبه مسرح الدولة
فأجاب ربما يكون السبب فى مقومات الانتاج نحتاج انتاج اكثر سخاء فرق الاجور مابين مسارح الدولة والانتاج الخاص سواء فى السينما او القنوات الفضائية او حتى المسرح الخاص معروف و لكن ليس هذا هو السبب الرئيسى فقط ..ولكن قد تكون العشوائية التى صارت فيها المسارح من حيث مكانها الذى احيط به الزحام والباعة الجائلين من كل حدب وصوب مثل مسرح العتبه مما يعيق الدخول والخروج فى الزحام سواء للفنانين أو حتى المشاهدين احد الاسباب وقد يبدو الامر بسيط لكنه معيق فى التنقل والحركة كالمضايقات التى ممكن ان يتعرض لها الفنان فى الدخول والخروج
والمسرح القومى على سبيل المثال محاط بكثير من العشوائيات حتى اننا فى حاله دخول شخصيه كبيره بالكاد نستطيع تأمين دخوله وهذه مشكله كبيرة ونطمح فى تطوير قريب لمسارح الدولة
- سألناه ايضا" عن مسرحيات حققت ارقام قياسيه فى ليالى العرض وايراد المسرح زى مثلا الملك لير/ ليله من الف ليله / المتفائل/ قواعد العشق الاربعون .. فهل هذه النجاحات الكبيرة لم تغرى الفنانين الشبان بخوض التجربه هل قدم اليهم عروض مباشرة بالفعل ورفضوها
فأجاب بصراحه شديدة جدا " حدث ومع اكثر من فنان وحدث ان تم التعاقد مع احد النجوم والنجمات وتم الاتفاق والموافقة على الاجر من الميزانية المخصصه للاجور ووفرها لهم البيت الفنى وفى مراحل التحضير الاولى اعتذر النجوم دون ابداء اسباب وهذه ليست اول حادثه من هذا النوع
- استفسرنا منه عن اختلاف مسميات مسارح الدولة مثل
المسرح القومى / المسرح الغد / مسرح الطليعه / مسرح الشباب / مسرح الطفل
ومالذى بيميز كل مسرح عن الاخر
فقال كل مسرح مختص بلون من الوان العروض واضحه من المسمى مثلا"
المسرح القومى/ معظم عروضه من الاعمال الكلاسيبكيه
مسرح السلام / عروضه معظمها استعراضيه
ايضا مسرح الطليعه / يقدم العروض التجريبيه
مسرح الطفل / خاص بالطفل وعروض العرائس وماالى ذلك
مسرح الشباب / خاصة بابداعات الشباب
واكد ان لدينا شباب واعد حتى ان الفائزين بجائزة الدوم هم من ابناء وبنات مسرح الشباب
- سألناه عن مقوله عظيمة قالها فى اكثر من لقاء عن ان الفكر يحارب بالفكر .. فماذا قدم الفكر المسرحى فى مواجهه الفكر الداعشى المتطرف
فقال بوضوح وصراحه انا ضد توجيه رسائل مباشرة كقول قل ولا تقل وافعل ولا تفعل وانما رسالة الفن غالبا ما تكون غير مباشرة
وهذا ما نفعله ونحرص عليه وقد قدمنا خمسة عروض مختلفه تحت عنوان اعرف جيشك وسافرنا بها كثير من الاقاليم والقرى البعيدة
قدمنا اعمال تصوف روحى مثل قواعد العشق الاربعون ؛ وقدمنا عرض مسرحى اسمه محطه مصر من كتابه الكاتب عبد الرحيم كمال عن المحبة والوسطيه والسلام قدمنا عرض المتفائل الذى يتحدث عن الرضا ويمنح طاقه تفاؤل لنزع تجهم وعبوس الارهاب
ومازلنا نقدم ونسعى للتطوير فمثلا لدينا خطة تطوير فريد بمسرح السلام سوف يتم تقديم ثلاثه عروض على مدى اليوم عرض صباحى وعرض مسائى وعرض سواريه لامتاع اكبر عدد من الحضور وايصال رسالة الفن على قدر اوسع واكبر
- سألناه كيف يتم اختيار النصوص المقدمه على خشبه المسارح التابعه للبيت الفنى وهل كل النصوص تصلح للعروض المسرحيه التابعه للبيت الفنى ام ان فى محازير ومعايير خاصه ؟؟
فقال انا بؤمن بحرية التعبير ولا يوجد لدينا محازير سوى معايير الجودة والابداع لدينا لجنه قراءة مركزيه للتقييم معيار الجودة ولا شئ غير الجودة
طالبناه بتوجيه كلمه للقارئ الشاب فى صيغه حكمة او نصيحه او مقولة للشباب المصرى
فقال فى ختام حديثه انه لا يحب الرسائل المباشرة والنصائح الموجهه وان مالديه من نصائح مقدمه للشباب المصرى ان يظل متفائل محافظ على حلمه متمسك بطموحه وان كل شخص نجم فى مجاله ومكانه النجوميه فى اتقان ما يقدم والسعى مطلوب والتوفيق من الله
اغلقنا دفتر الكلمات لكننا لم نغلق