متابعة - علاء حمدي
أصبح الإنسان مطالبا في الوقت الراهن ببذل الجهد الشاق للحصول على الحقائق نتيجة فيض الشائعات المغرضة، وتعدد المصادر وعدم دقتها ، لتستعيد الوثائق مكانتها بين كل الأصوات المتعددة التي تعج بها ساحة المجال السياسي على المستوى الإقليمي والعالمي ، ليتفضل اللواء أركان حرب أسامة الجمال في محاضرته الشيقة ببرنامج " استراتيجية الأمن القومي " الذي تقدمه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام
بالتأكيد على حاجة المصريين والشعوب العربية قاطبةً إلى قراءة ما حدث وما يحدث في سياقه الأشمل والإجابة عن الأسئلة الغامضة المتعلقة بما يحاك لنا من خطط دولية للهيمنة على المنطقة ،وكيف يقوم الأعداء بمجابهة محاولات رفع الوعى لدى الجماهير العربية حين يتداولون الكلام عن تلك المخططات بالسخرية من كلمة (مؤامرة) وتسفيه دلالتها حتى يصل إلى يقين السامع أنها شيء قرين بالأوهام، من أجل التغطية على الحقائق، فالمؤامرات قائمة منذ فجر التاريخ على مستوى الشعوب؛ للاستيلاء على ثرواتها ومقدراتها واستعمارها بدايةً من طرف الخيط بسايكس بيكو وإعادة تقسيم العالم العربي ورسم خرائطه التي صمدت مائة عام تقريباً ، واستقرت فيها حدود الكيانات السياسية في العالم العربي ..
وفي سياق مماثل أشار اللواء أركان حرب عادل العمدة في ثاني المحاضرات أن جغرافيا مصر وديموجرافيتها وضعتها محط أنظار وأطماع العالم كما فرضت عليها دور الدولة المحورية في منطقتها مدافعة عن حقوق شعوبها، فهي في مواجهة شاملة مع مصادر تهديد متعددة لأمنها القومي ويقع العبء الأكبر على القوات المسلحة المصرية التي هي في الاساس المدافع الاول عن الامن القومي المصري، ولا يمكن لصانع القرار المصري أن يغفل تراكمات التاريخ التي تفرض تبنى مفهوم الأمن القومي الذي يشمل مجموعة اجراءات لحماية مصالحها الداخلية والخارجية من أي تهديد ، بما يضمن تحقيق أهدافها وغاياتها القومية، وتحديد الأخطار و مصادر التهديد لأمنها القومي سواء الإقليمية أو الدولية .